recent
اخر المواضيع

أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم

الصفحة الرئيسية
هل وجدت نفسك يومًا في موقف لا تعرف فيه كيف ترد على خبر سيئ؟ أحيانًا يكون الأمر مفاجئًا ومليئًا بالمشاعر، وقد تشعر بالارتباك أو بعدم الراحة، خاصة عندما لا تكون مستعدًا،ولكي تتجنب الوقوع في ردود قد تزيد الموقف سوءًا، دعنا نكتشف معًا بعض الطرق البسيطة والفعّالة للتعامل مع مثل هذه اللحظات،لا يهم ما إذا سمعت الخبر السيئ وجهًا لوجه أو تلقيت رسالة حزينة عبر الهاتف، لكن الأهم هو أن تعرف ما الذي يجب أن تقوله (وما الذي يجب أن تتجنبه) لأن ردّك يمتلك القدرة إما على مواساة شخص ما... أو أن يجعله يشعر بوحدة أكبر في ألمه، في هذا المقال 7 طرق مدروسة ومليئة بالتعاطف، تساعدك على الرد بطريقة تُشعر الآخر بأنه ليس وحده، وأنك حاضر بكل إنسانيتك — سواء كان المتحدث صديقًا، وأحد أفراد العائلة، أو حتى من خلال محادثة نصية.
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم


كيف ترد على الأخبار السيئة وجهًا لوجه أو عبر الرسائل النصية؟

  • خذ لحظة من التريّث قبل أن ترد
عندما تصلك أخبار مؤلمة — سواء وجهًا لوجه أو عبر رسالة نصية — لا تشعر بأن عليك الرد فورًا.
في لحظات الألم، لا يبحث الناس عن سرعة الرد، بل عن صدق الحضور.
خذ نفسًا عميقًا، واقرأ أو استمع بوعي، ثم اسأل نفسك:
"لو كنت أنا من يمر بهذا الموقف، ما الذي كنت أحتاج أن أسمعه؟"
أحيانًا، مجرد ثوانٍ من التريّث تعني الكثير. إنها تقول:
"أنا أقدّر ما قلته. وأحاول أن أستوعبه قبل أن أرد."
تجنّب الردود الفارغة أو التلقائية مثل:
"يا إلهي، هذا سيئ."
"ربنا يعوّضك وخلاص."
هذه العبارات، رغم حسن النية، قد تبدو وكأنك تحاول التخلص من عبء الحديث، لا احتضانه.
بدلاً من ذلك، اختر كلمات تُظهر أنك شعرت بما قيل، مثل:
"أنا آسف جدًا إنك بتمر بكل ده… مش سهل أبدًا.
"أنا مش عارف أقول إيه… بس أنا معك، وبجد مهتم أسمعك لو حابب."
"شكراً إنك وثقت فيّ وشاركتني ده، أكيد ده شيء مش سهل."
تذكّر:
الكلمات البسيطة الصادقة، بعد لحظة صمت صادق، أقوى من ألف رد مستعجل.
ففي عالم يركض فيه الجميع، أن تتوقف لحظة لأجل ألم أحدهم… هو أعظم تعبير عن الإنسانية.
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم

  • كن متعاطفًا أولًا... لا موجّهًا
عندما تتساءل كيف ترد على خبر سيئ من صديق، تذكّر أن الهدف الأساسي هو مواساته، لا تقديم حلول.
رد فعلك التلقائي قد يكون الميل إلى إعطاء نصيحة أو محاولة إصلاح الأمر — قاوم هذا الدافع.
فمعظم الناس لا يريدون أن يُعالَجوا، بل أن يُسمَعوا ويُفهَموا.
تجنّب العبارات الباردة أو المبتذلة مثل:
"يمكن حصل كده لسبب!"
فهي تُشعر الآخر بأنك تقلل من مشاعره أو تبحث عن مبرر لألمه.
بدلًا من ذلك، استخدم كلمات تعاطف صادق مثل:
"أنا آسف جدًا إنك بتمر بكل ده… أكيد ده مرهق ومربك جدًا."
تذكّر:
الاستماع بعطف أهم من إصلاح الموقف.
في لحظات الألم، يحتاج الإنسان من يحتويه، لا من يشرح له.
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم
  • قل شيئًا نابعًا من القلب... حتى لو كان بسيطًا
في مواجهة خبر سيئ، قد تشعر بالعجز أو التردد:
"ماذا يمكنني أن أقول؟"هذا شعور طبيعي. لكن تذكّر، أن أسوأ رد فعل يمكن اتخاذه هو الصمت أو التجاهل، وكأن ما قيل لا يستحق التعليق.
السكوت في اللحظات الصعبة قد يُفسّر كبرود أو عدم اهتمام، حتى لو لم تكن تقصد ذلك.
والناس لا ينسون من وقف بجانبهم حين احتاجوا لمن يشعر بهم — أحيانًا مجرد رسالة صغيرة كفيلة بأن تترك أثرًا عميقًا.
لست بحاجة لأن تكون خبيرًا نفسيًا، ولا أن تبحث عن "العبارة المثالية".
كل ما تحتاجه هو أن تكون حقيقيًا وحاضرًا بصدق.
إن لم تجد الكلمات، فلا بأس أن تعترف بذلك وتقول مثلًا:
"ادرك صعوبة الموقف، وقد تعجز الكلمات… لكنني موجود لدعمك في أي وقت تحتاج.."
"لا أملك كلمات كافية، لكنني أؤكد لك أنني بجانبك بكل ما أستطيع."
هذه الجمل، رغم بساطتها، تحمل ما هو أعمق من النصيحة:
تحمل الحضور، التقدير، والاعتراف بألم الآخر دون محاولة التقليل منه أو إصلاحه فورًا.
في النهاية، لا تُقاس قوة كلماتك بفصاحتها… بل بصدقها.
الكلمة التي تخرج من القلب، تصل إلى القلب — ولو كانت همسة بسيطة.
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم
  • تجاوَب مع مشاعرهم برفق… ليشعروا أنك حاضر بقلبك، لا بكلماتك فقط
عندما يشاركك أحدهم خبرًا سيئًا، من المهم أن تنتبه ليس فقط لما يقوله، بل للطريقة التي يقوله بها.
فالنبرة، والكلمات، وحتى الصمت، كلها إشارات تخبرك بالكثير عن حالته النفسية في تلك اللحظة.
فمثلًا، إذا وصلك منهم شيء مثل:
"أنا حرفيًا منهار ومش قادر أكمّل"
فهنا هم يصرخون بالألم، حتى لو بالكلمات.
والرد عليهم بجملة باردة مثل:
"دي حاجة مؤسفة"
قد يُشعرهم بأنك لا ترى حجم معاناتهم، أو أنك منفصل عنهم عاطفيًا.
بدلًا من ذلك، حاول أن تعكس مشاعرهم بنبرة تحمل تفهمًا وتعاطفًا، كأن تقول:
"أنا سامعك كويس، وفعلاً ده صعب جدًا… أكيد وجع كبير، وأنا جنبك."
"أنا مش متخيل قد إيه ده مؤلم… بس أنا موجود هنا، ومش لوحدك."
وعلى الطرف الآخر، إن كان الشخص يحاول التماسك ويقول:
"كل حاجة تمام، بس مشغول شوية ومضغوط."
فلا ترد بجمل مليئة بالذعر أو الدراما مثل:
"يا نهار أبيض! شكلك بتنهار ومش عايز تقول!"
لأن المبالغة في الانفعال قد تشعره بأنه فقد السيطرة أو تُزيد من قلقه.
في هذه الحالة، الأفضل أن ترد بلغة هادئة قريبة من نبرته مثل:
"مقدر إنك مشغول وتحت ضغط… لو احتجت تفضفض في أي وقت، أنا موجود."
الفكرة ليست في أن "تتظاهر" بالمثل، بل أن تحترم الحالة الشعورية للطرف الآخر وتراعيها.
مطابقة نبرة الشخص بلطف ووعي تُشعره أنك "منتبه فعلًا"، وأنك لا تسمع فقط ما يُقال، بل تسمع ما خلف الكلام أيضًا.
وهذا النوع من الحضور العاطفي هو ما يصنع الفارق الحقيقي في لحظات الانكسار —
فأنت لا تحاول تهدئته أو إنقاذه… بل فقط تقول له:
"أنا أراك، كما أنت… وموجود هنا."
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم
  • اسأل كيف يمكنك تقديم الدعم... لكن كن محددًا
عبارات مثل:
"قولي لو احتجت أي حاجة"
رغم أنها نابعة من نية طيبة، إلا أنها غامضة وغير واضحة، وغالبًا ما تضع الشخص في موقف محرج أو غير قادر على طلب المساعدة.
بدلًا من ذلك، حاول أن تعرض دعمك بطريقة ملموسة ومباشرة، كأن تقول:
"تحب/تحبي أطمن عليك تاني آخر اليوم؟"
"ممكن أجيبلك أكل أو أساعدك في مشوار؟"
"حابب/ة تتكلم عن اللي حصل؟ ولا تحب نلهي نفسنا بشيء يخفف شوية؟"
عند الرد على الأخبار السيئة، ما يصنع الفرق غالبًا ليس العبارات الكبيرة أو التصرفات المبهرة،
بل المبادرات الصغيرة والبسيطة التي يشعر معها الشخص بأنك موجود فعلًا ومستعد للمساندة بأي طريقة يقدر يستقبلها.
الاهتمام الحقيقي يظهر في التفاصيل... في عرضك الصادق، وفي طريقة حضورك الهادئ.
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم
  • لا تجعل الحديث يدور حولك
عندما يشاركك أحدهم خبرًا سيئًا، من الطبيعي أن تشعر برغبة في التخفيف عنه من خلال ذكر تجربة مشابهة مررت بها أنت.
قد يكون ذلك بدافع حسن النية — كأن تقول لنفسك:
"أنا فهمت إحساسه، لأن حصل معايا نفس الموقف… يمكن يحس إنه مش لوحده."
لكن ما يجب أن تدركه هو أن لحظة الألم ليست الوقت المناسب لتحويل التركيز إلى نفسك،
لأن الشخص المتألم لا يبحث عن مقارنة، ولا يريد أن يُقال له:
"أنا كمان حصل معايا كده."
بل يريد أن يشعر أن ما يمر به فريد في عينيك، ويستحق الإصغاء الكامل دون مقاطعة.
فمثلاً، لا تبادر بالقول:
"أنا فاكر لما حصلي كده، كنت حاسس بنفس الشيء."
"ده حصللي السنة اللي فاتت، وعدّى، هتعدي إنت كمان."
"أنا عارف الشعور… حصللي حاجة أصعب كمان."
هذه الجمل، رغم نيتك الطيبة، قد تُشعره بأنك تسحب الحوار نحوك، وكأنك تقول ضمنيًا:
"ألمي أنا أهم من ألمك."
إذا كنت ترى أن قصتك قد تضيف شيئًا مفيدًا، لا تفترض ذلك تلقائيًا.
بدلًا من ذلك، استأذن بلطف قبل مشاركتها، كأن تقول:
"مش عايز أتدخل أو أثقل عليك، بس حصل معايا موقف مشابه… تحب أشاركك اللي ساعدني وقتها؟"
وإن قال "لا"، أو غيّر الموضوع، احترم حدوده تمامًا، دون تكرار أو إلحاح.
لأن أجمل ما يمكنك تقديمه في هذه اللحظة هو:
أن تترك له المساحة الكاملة ليكون هو محور الحديث، بألمه ومشاعره، دون أن تسرق المشهد دون قصد.
تذكّر:
الاحتواء لا يحتاج قصة مضادة، بل يحتاج قلبًا حاضرًا وأذنًا تسمع بصدق.
وفي أوقات كثيرة، الصمت الحنون أكثر دعمًا من ألف حكاية.
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم
  • وأخيرًا… لا تنسَ المتابعة لاحقًا
من أكثر التصرفات الداعمة والحنونة التي يمكنك القيام بها هي أن تتذكّر الشخص بعد مرور الوقت.
لا تكتفِ بالرد في لحظة الحدث، ثم تختفي.
خاصة عندما يكون الخبر السيئ متعلقًا بألم مستمر، مثل الحزن على فقدان، مرض، أو فقدان وظيفة — فإن متابعتك لاحقًا تعني الكثير،
وتُظهر أنك تهتم بما وراء العنوان الرئيسي للخبر.
لذلك، إذا كنت تعرف شخصًا يمر بوقت صعب، أرسل له بعد أيام رسالة بسيطة مثل:
"كنت بفكر فيك… عامل إيه النهاردة؟"
"أنا لسه موجود لو حبيت تحكي أو تفضفض."
هذه اللفتات الصغيرة تترك أثرًا كبيرًا،
لأن الشفاء لا يحدث في يوم واحد… بل يحتاج وقتًا، ووجودًا مستمرًا.
الحقيقة أن الأخبار السيئة جزء من الحياة، لكن طريقتك في الرد عليها تقول الكثير عن شخصيتك،
وعن مقدار ما يعنيه لك هذا الشخص.
أنا معك" أهم من "ستكون بخير": 7 طرق فعّالة لدعم من يمر بلحظة ألم
في الختام،
الأخبار السيئة جزء لا مفر منه من الحياة، لكن الطريقة التي نستجيب بها لها تصنع فارقًا كبيرًا. في لحظات الألم، لا يبحث الناس عن حلول سريعة أو كلمات منمقة، بل عن من يشعر بهم بصدق، من يصمت معهم لا عنهم، من يقول: "أنا هنا"، ويعنيها.
أن تكون داعمًا لا يتطلب قدرات خارقة، بل قلبًا حاضرًا، واستعدادًا للاستماع والمساندة. تذكّر دائمًا أن كلماتك يمكن أن تكون نقطة نور في عتمة أحدهم فكن ذلك النور.

google-playkhamsatmostaqltradent